إذا مررتَ عصرَ يومٍ ما "بضاحية الإسكان الجديدة" في مدينة اللاذقية السورية, فقد يحالفك الحظ بمشاهدة تجمع فريد وحاشد لأطفال يقومون برسم لوحات فنية مختلفة بالطباشير الملونة على إسفلت الشارع, أو بأقلام التلوين على لوحات كرتونية, أو ربما تراهم يغنّون بشكل كورالي, أو أن أحدهم يقوم بقص حكاية على رفاقه, فيما موسيقى خفيفة تصعد من زوايا خفية. هذه الظاهرة اللافتة والفريدة من نوعها, ليس في سوريا وحسب, وإنما ربما أيضا في العالم العربي كله, معروفة في تلك المدينة باسم: نادي الرسم المجاني للأطفال.
التمعتْ فكرة إنشاء هذا النادي في ذهن كلاً من الفنان عصام حسن, رسام الكاريكاتير المعروف, والدكتور ياسر غانم, قبل حوالي ثلاث سنوات. فلم يكتفيا بإبقائها فكرة, بل سارعا إلى تنفيذها بما امتلكته أيديهم من لوحات كرتونية وأقلام ملونة, في شهر آذار من العام 2005م, وشرعا بتوزيعها على بعض أطفال الحي الذين لم يتجاوز عددهم آنذاك عشر أطفال. وسرعان ما انتشرتْ حمّى الرسم في المنطقة. وتحول المكان خلال سنة واحدة إلى مركز للإبداع بكل أنواعه, الرسم والموسيقى ورواية القصص لهؤلاء الأطفال الذين يتجاوز عددهم اليوم, في كل مرة يقيمون فيها هذا النشاط, مائة طفل. قامت البلدية بتحسين الشارع, فأعيدت سفلتته, وتم رصفه بالأحجار الملونة, ووضعت أصص الزهور وتم بناء مركز صغير للنادي, فيما يشبه واحة إبداعية ملونة ومفتوحة على كل الجهات.
اعتمد "نادي الرسم المجاني للأطفال" في البداية, ولمدة عام ونصف, على تبرعات القائمين عليه, ثم تم لاحقا التعاون مع بلدية اللاذقية وبعض الجهات الرسمية. وتقوم مؤخرا جمعية "قوس قزح لطفولة أفضل" بتقديم المعونة اللوجستية للنادي وتمويل تكاليف منشوراته. يقام نشاط النادي دوريا, حيث يتم كل خمسة عشر يوما في حارتين أساسيتين, بالإضافة إلى نشاط جوال يقام كل شهر في حي جديد.
يقف الأطفال بالدور لاستلام أدواتهم, التي توزع عليهم مجانا بالطبع, ثم يبدأ الرسم على اللوحات الكرتونية بالألوان المختلفة, مائية, باستيل, فلوماستر .. الخ. ثم يأتي بعد ذلك دور الرسم بالطباشير على الطريق. ثم فقرة "الحكاية" حيث تقوم إحدى المشرفات أو أحد المشرفين بقص حكاية على الأطفال. ثم فقرة الموسيقى حيث تقوم فرقة كورال صغيرة من المشرفين والمشرفات بتقديم الأغاني للأطفال, كما يتاح المجال لأي طفل يمتلك موهبة ما ليقدمها إلى رفاقه.
لا يتدخل المشرفون مطلقا برسوم الأطفال, وإنما يقومون فقط برعايتهم وتأمين حاجاتهم, وللطفل الحرية الكاملة في طريقة الرسم واختيار الموضوع والأدوات. ويبلغ عدد المشرفين حتى الآن 75 مشرفا من المتطوعين للعمل في النادي. وطبعا هناك موسيقى دائمة يستمعون إليها أثناء الرسم.
تطور نشاط النادي من خلال النقاشات بين المشرفين التي تتم بعد كل نشاط ويطرح فيها انتقادات وملاحظات وأفكار جديدة. فقد أضيف الكثير مما أغنى الحالة الثقافية والإبداعية للطفل, حيث يصدر عن النادي بشكل شهري جريدة صغيرة تنشر كتابات للأطفال, شعر, قصة, رسوم, صور..إلخ. كما يقوم النادي بإصدار روزنامة سنوية مزينة برسومهم, وكذلك مجموعة من البطاقات البريدية, و منشورات يوزعها النادي مجانا على الأطفال والأهالي ولا تباع مطلقا. هذا وقد أضيف حديثا لنشاطات النادي مكتبة صغيرة في مقرّه, ويتاح للأطفال من خلالها استعارة الكتب بشكل مجاني, حيث يُصدِر النادي بطاقات اشتراك لأي طفل يريد ذلك, ليتمكن بموجبها من استعارة القصص والكتب المختلفة.
ويهدف النشاط بالدرجة الأولى إلى خلق حالة اجتماعية صحية من خلال إقامة علاقة متغايرة عن المألوف بين الطفل والحي الذي يقيم فيه, وبث روح المحبة والألفة والتعاون بين أطفال الحي وحضهم للحفاظ على نظافته والاهتمام به, بالإضافة إلى إنشاء علاقة جديدة بين الأطفال والأهالي.
التمعتْ فكرة إنشاء هذا النادي في ذهن كلاً من الفنان عصام حسن, رسام الكاريكاتير المعروف, والدكتور ياسر غانم, قبل حوالي ثلاث سنوات. فلم يكتفيا بإبقائها فكرة, بل سارعا إلى تنفيذها بما امتلكته أيديهم من لوحات كرتونية وأقلام ملونة, في شهر آذار من العام 2005م, وشرعا بتوزيعها على بعض أطفال الحي الذين لم يتجاوز عددهم آنذاك عشر أطفال. وسرعان ما انتشرتْ حمّى الرسم في المنطقة. وتحول المكان خلال سنة واحدة إلى مركز للإبداع بكل أنواعه, الرسم والموسيقى ورواية القصص لهؤلاء الأطفال الذين يتجاوز عددهم اليوم, في كل مرة يقيمون فيها هذا النشاط, مائة طفل. قامت البلدية بتحسين الشارع, فأعيدت سفلتته, وتم رصفه بالأحجار الملونة, ووضعت أصص الزهور وتم بناء مركز صغير للنادي, فيما يشبه واحة إبداعية ملونة ومفتوحة على كل الجهات.
اعتمد "نادي الرسم المجاني للأطفال" في البداية, ولمدة عام ونصف, على تبرعات القائمين عليه, ثم تم لاحقا التعاون مع بلدية اللاذقية وبعض الجهات الرسمية. وتقوم مؤخرا جمعية "قوس قزح لطفولة أفضل" بتقديم المعونة اللوجستية للنادي وتمويل تكاليف منشوراته. يقام نشاط النادي دوريا, حيث يتم كل خمسة عشر يوما في حارتين أساسيتين, بالإضافة إلى نشاط جوال يقام كل شهر في حي جديد.
يقف الأطفال بالدور لاستلام أدواتهم, التي توزع عليهم مجانا بالطبع, ثم يبدأ الرسم على اللوحات الكرتونية بالألوان المختلفة, مائية, باستيل, فلوماستر .. الخ. ثم يأتي بعد ذلك دور الرسم بالطباشير على الطريق. ثم فقرة "الحكاية" حيث تقوم إحدى المشرفات أو أحد المشرفين بقص حكاية على الأطفال. ثم فقرة الموسيقى حيث تقوم فرقة كورال صغيرة من المشرفين والمشرفات بتقديم الأغاني للأطفال, كما يتاح المجال لأي طفل يمتلك موهبة ما ليقدمها إلى رفاقه.
لا يتدخل المشرفون مطلقا برسوم الأطفال, وإنما يقومون فقط برعايتهم وتأمين حاجاتهم, وللطفل الحرية الكاملة في طريقة الرسم واختيار الموضوع والأدوات. ويبلغ عدد المشرفين حتى الآن 75 مشرفا من المتطوعين للعمل في النادي. وطبعا هناك موسيقى دائمة يستمعون إليها أثناء الرسم.
تطور نشاط النادي من خلال النقاشات بين المشرفين التي تتم بعد كل نشاط ويطرح فيها انتقادات وملاحظات وأفكار جديدة. فقد أضيف الكثير مما أغنى الحالة الثقافية والإبداعية للطفل, حيث يصدر عن النادي بشكل شهري جريدة صغيرة تنشر كتابات للأطفال, شعر, قصة, رسوم, صور..إلخ. كما يقوم النادي بإصدار روزنامة سنوية مزينة برسومهم, وكذلك مجموعة من البطاقات البريدية, و منشورات يوزعها النادي مجانا على الأطفال والأهالي ولا تباع مطلقا. هذا وقد أضيف حديثا لنشاطات النادي مكتبة صغيرة في مقرّه, ويتاح للأطفال من خلالها استعارة الكتب بشكل مجاني, حيث يُصدِر النادي بطاقات اشتراك لأي طفل يريد ذلك, ليتمكن بموجبها من استعارة القصص والكتب المختلفة.
ويهدف النشاط بالدرجة الأولى إلى خلق حالة اجتماعية صحية من خلال إقامة علاقة متغايرة عن المألوف بين الطفل والحي الذي يقيم فيه, وبث روح المحبة والألفة والتعاون بين أطفال الحي وحضهم للحفاظ على نظافته والاهتمام به, بالإضافة إلى إنشاء علاقة جديدة بين الأطفال والأهالي.
يشكل "نادي الرسم المجاني للأطفال" حالة جديدة, شديدة الجمال, وبالغة الرهافة, في هذه المدينة الصغيرة الواقعة على ساحل المتوسط, وقد شجعتْ مؤخراً بعض الأحياء الأخرى في المدينة على تكرار هذه الظاهرة المتفردة. ولعل شيوع مثل هذا الأمر في باقي الدول العربية خصوصا مسألة نتمناها جميعا, ليس فقط من أجل تغيير طبيعة العلاقة بين الطفل والحي, وإنما لتغيير هذه العلاقة بين الطفل والحياة كذلك.
ــــــــــــــــــــــــ
تمام التلاوي - جريدة أوان الكويتية 1آذار2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق