كيف فُسّرت «نحن والقمر جيران» ؟


تحت شعار «الجسد روح الآخر» افتتح في الأردن الأسبوع الثقافي الدمشقي «زيارة دمشقية إلى عمّان» بأمسية موسيقية غنائية أحيتها الفنانة السورية شمس إسماعيل يرافقها على العود الفنان ماهر محمود وعلى الإيقاع الفنان رامي الجندي اللذان قدّما أولاً ثلاث مقطوعات موسيقية؛ اثنتين منهما من تأليف العازف ماهر محمود والثالثة من التراث. بعد ذلك صدحت شمس إسماعيل بأغنيات لفيروز والشيخ إمام وسيد درويش وزياد الرحباني بادئة بأغنية «نحنا والقمر جيران» التي فُسّرت على نحو سياسي إيجابي، وجميل، لكن بشكل لم يكن مقصوداً من قبل شمس إسماعيل -كما أخبرتنا- حيث اعتبر البعض هذه الأغنية مثالاً لما يجب أن تكون عليه الحال بين الدول العربية المتجاورة خصوصاً. غنّت بعدها العديد من الأغاني التي ألهبت مسرح كليّة «تراسنطة» كأغنية «عايشة وحدها» و«شو هالأيام» لزياد الرحباني، كما غنت لسيد درويش «الحلوة دي» و «البحر بيضحك» للشيخ إمام، بالإضافة إلى أغان أخرى مثل «أمّي نامت ع بكير»، «طريق النحل»، «عندي ثقة»، «عصفور طل من الشباك» وغيرها. لكن مهارات شمس الصوتية وطاقتها الغنائية تجلّت بوضوح عندما غنّت غناء منفرداً بلا موسيقى أغنية فيروز «يا ريت»؛ الأمر الذي حوّل تراسنطة إلى ما يشبه مكاناً لأداء طقوس الوجد أكثر من كونه مسرحاً للغناء.
الأغنية الجادّة والأصيلة
وتعتبر شمس إسماعيل من المغنيات السوريات القليلات اللواتي ارتبطن بالأغنية الجادّة والأصيلة، بعيداً عن الفن الاستهلاكي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. وقد بدأت مسيرتها الغنائية المتميزة عام 1999 في مهرجان حصين البحر في الذكرى الثانية لرحيل سعد الله ونوس، تتالت بعدها أمسياتها الغنائية في مختلف المحافظات السورية لتصل إلى أكثر من عشرين أمسية جعلت اسم شمس إسماعيل معروفاً ولافتاً في سوريا وخارجها.
وقد شارك معها في الأسبوع الدمشقي الثقافي بعمّان (من 14 إلى 29 تشرين الثاني) العديد من الوجوه الثقافية السورية المعروفة في مختلف المجالات الفنية الثقافية، ففي مجال الموسيقى شاركت فرقة «أثر» الموسيقية ولارا عليان، وفي السينما قُدّم عرضان للمخرجين محمد قارصلي وموفق قات، وفي الأدب شارك الشاعر عادل محمود والقاص إبراهيم صموئيل، وفي المسرح شاركت المخرجة أمل عمران مع الممثلة حلا عمران والعازف طارق الفحام في عرض «فصل من الجحيم» لأرتور رامبو، بالإضافة إلى فنانين تشكيليين معروفين مثل نذير إسماعيل ووليد قارصلي ومصطفى علي وغيرهم... ويهدف المشروع إلى التعريف بإبداعات مختلفة ومتنوعة لعدد من الفنانين السوريين على أن تشكّل التظاهرة حواراً فنياً وفكرياً وجمالياً، عبر رؤى إبداعية تعبّر عن الثقافة العربية المعاصرة.

ــــــــــــــــــــــــ

تمام التلاوي - جريدة أوان الكويتية 12 ديسمبر 2007

ليست هناك تعليقات: